كل ما تحتاج معرفته عن عملية تجميل الأنف اللحمي
الأنف هو النقطة المركزية في الوجه، وتناسقه وتناظره يؤثران بشكل مباشر على الجمال. في بعض الأحيان، بسبب الحوادث أو الصدمات أو حتى العوامل الوراثية، قد يصبح هذا الجزء من الوجه مشوّهًا أو كبيرًا جدًا ولحميًّا. هذا التضخم يمكن أن يؤثر على جمال الوجه ويقلل من الثقة بالنفس. في هذه الحالات، يمكن لجراحة الأنف اللحمي (رینوپلاستی) أن تحل المشكلة وتعيد تشكيل الأنف بالشكل المرغوب.
تُعدّ عملية الأنف اللحمي من أصعب أنواع عمليات تجميل الأنف، لأن التعديل الأساسي يتم على طرف الأنف، وهو جزء حساس للغاية. يحتوي هذا الجزء على دهون وعضلات وغضاريف، وبسبب ليونته، يكون تغيير شكله وتصحيحه أكثر صعوبة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تحديد بنية الأنف وسماكة الأنسجة اللينة بشكل فردي لكل مريض. ولهذا السبب، يجب أن يتم إجراء جراحة الأنف اللحمي على يد جرّاح ماهر وذو خبرة عالية.
للتعرّف على عملية تجميل الأنف اللحمي، والتقنيات المستخدمة فيها، والاستعدادات قبل العملية، والرعاية بعدها، تابع قراءة هذا المقال من موقع الدكتور بنيامين رحمتي.
من هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى عملية الأنف اللحمي؟
في البداية، علينا أن نفهم ما هو المقصود بالأنف اللحمي. يُطلق هذا المصطلح على الأنف الذي يحتوي على الخصائص التالية:
وجود مسام واسعة في طرف الأنف
جلد سميك ودهني
غضروف ضعيف
فتحات أنف واسعة
قاعدة أنف عريضة
ليست كل الأنوف اللحمية تحمل هذه الخصائص جميعها في وقت واحد، ولذلك يتم تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول هو الأنف البصلي، وهو أنف يتميز بجلد سميك ودهني وفتحات واسعة.
النوع الثاني هو الأنف اللحمي المصحوب بكسر في العظم، ويكون عادةً بجلد دهني وغضروف ضعيف.
أما النوع الثالث فهو الأنف ذو القاعدة العريضة. ولكل نوع من هذه الأنواع، يستخدم الجراح تقنيات وأساليب تصحيح خاصة به.
ما هي التقنيات المستخدمة في عملية تجميل الأنف اللحمي؟
يعتمد اختيار التقنية الجراحية لتجميل الأنف اللحمي على الشكل المطلوب للأنف والتغييرات التي يجب إجراؤها. فعملية تجميل الأنف ليست مجرد إجراء تجميلي، بل يجب على الجراح أثناء العملية الحفاظ على وظيفة الأنف، وتجنّب إصابة الأوعية الدموية والأعصاب، ومعالجة مشاكل مثل الزوائد الأنفية، انحراف الحاجز الأنفي، أو انسداد مجرى التنفس إن وُجد.
إذا كانت التغييرات مطلوبة فقط في طرف الأنف وبنيته، يتم استخدام تقنية تجميل الأنف المغلقة. أما إذا كان الحاجز الأنفي أو الأجزاء العليا من الأنف بحاجة إلى تعديل، فيُفضّل استخدام الجراحة المفتوحة.
تقنية تجميل الأنف المغلقة للأنف اللحمي
في تقنية تجميل الأنف المغلقة، يتم إجراء شقوق حول الأنف وفي الجزء الداخلي منه. لا يتم قطع الحاجز الأنفي، ولا يتم رفع جلد الأنف. بدلاً من ذلك، يستخدم الجراح المقص والمشرط لإزالة الغضروف والدهون الزائدة. تُستخدم هذه الطريقة عادةً للحصول على مظهر طبيعي للأنف اللحمي.
تقنية تجميل الأنف المفتوحة للأنف اللحمي
في هذه التقنية، يتم شق الحاجز الأنفي ورفع جلد الأنف. يتم تثبيت الجلد باستخدام أدوات خاصة، مما يسمح للجراح بإجراء تعديلات مثل تقليل حجم العظم وقطع الغضاريف. تُستخدم هذه الطريقة للأنف اللحمي المصحوب بمشاكل أخرى مثل كِبر الحاجز الأنفي أو انحراف أو التواء الجدار الأنفي.
هل من الممكن أن يعود الأنف إلى شكله اللحمي بعد الجراحة؟
هذا سؤال شائع لدى كل من يفكر في إجراء عملية تجميل الأنف. في الماضي، وبسبب عدم وجود تقنيات تكميلية في عمليات الأنف اللحمي، كانت هناك احتمالية لعودة الأنف إلى شكله السابق. لكن في السنوات الأخيرة، وبفضل الأدوات والتقنيات الحديثة، أصبحت هذه الاحتمالية ضئيلة جداً.
من بين التقنيات الداعمة المستخدمة، إزالة الدهون، وهي مناسبة فقط للأشخاص الذين تبلغ سماكة جلد أنفهم بين 3 إلى 5 ملم.
وفي تقنية أخرى، ونظراً لضعف عظم الأنف وإمكانية تدلي طرف الأنف، يتم استخدام قطعة غضروف داعمة لتثبيت الحاجز الأنفي ومنع تحركه. يُؤخذ هذا الغضروف من الأنف أو من جزء من الأذن، ويُزرع في طرف الأنف.
ببساطة، إذا كان الجراح ماهرًا وذو خبرة، واختار التقنية المناسبة لتصحيح شكل أنفك، فإن احتمال عودة الأنف إلى شكله اللحمي يصبح شبه معدوم.
ما هي الاستعدادات اللازمة قبل إجراء عملية الأنف اللحمي؟
يتم تقييم تشريح الأنف بدقة باستخدام الأشعة المقطعية (CT)، مما يساعد الجرّاح على اقتراح التقنيات الجراحية المناسبة وشكل الأنف المثالي لك.
إلى جانب هذه الخطوة، يُنصح باتباع ما يلي لضمان أفضل نتيجة وتقليل المضاعفات الجانبية:
- إذا كنت تدخن السجائر أو الشيشة، فعليك التوقف عن ذلك قبل العملية، ويُمنع تماماً التدخين بعدها، حيث إن الاعتماد عليهما قد يُسبب لك مشاكل إضافية.
- أخبر الجرّاح وطبيب التخدير بجميع الأدوية والمكملات التي تتناولها، بما في ذلك الأعشاب، فبعضها قد يزيد من خطر النزيف والمضاعفات.
- إذا أوصى الجرّاح بمراجعة طبيب نفسي، فلا تتردد في القيام بذلك.
كيف تُجرى عملية الأنف اللحمي؟
بعد اختيار التقنية المناسبة، ننتقل إلى مراحل الجراحة الفعلية. تستغرق عملية تجميل الأنف اللحمي عادة حوالي ساعتين، ويُطلب من المريض البقاء ليلة واحدة في المستشفى. تشمل الجراحة المراحل التالية:
التخدير
في عملية تجميل الأنف المغلقة، يمكن استخدام التخدير العام أو الموضعي. في كلتا الحالتين، يتم حقن أدوية خاصة لتخدير منطقة الأنف وتقليل النزيف إلى الحد الأدنى. تبدأ الحقن من قاعدة الأنف وتتجه نحو الأعلى. بعد الانتهاء من الحقن، يتم تغطية الوجه بستارة جراحية معقّمة.
إحداث الشقوق لبدء العملية الجراحية
في هذه المرحلة، يقوم الجرّاح بعمل شقوق دقيقة حول الأنف لتقليل الضرر على الأوعية الدموية والأعصاب. في عملية تجميل الأنف المغلقة، لا يتم عادةً شق الجلد فوق الحاجز الأنفي، أما في التقنية المفتوحة، فيتم رفع جلد الأنف بالكامل.
تصحيح شكل الأنف
بعد إجراء الشقوق، يبدأ الجرّاح بتعديل شكل الأنف. التعديل الرئيسي عادةً يتضمن تغيير حجم طرف الأنف. لهذا الغرض، قد يقوم الجرّاح بإزالة جزء من الغضروف والأنسجة الدهنية لتحسين التناسق والشكل. ومع التقدّم الطبي، أصبحت عملية الأنف اللحمي تُجرى بتقنيات أقل تَوغُّلاً. وقد ساعد تشكيل الغضروف واستخدام الطعوم في جعل نتائج هذه العملية غير قابلة للرجوع.
مزيد من تصحيحات شكل الأنف
في جراحة الأنف البصلي، يتم تصغير فتحات الأنف لتحسين شكلها. وإذا كان الحاجز الأنفي أو العظم بحاجة إلى تعديل (مثل الحاجز المنحرف أو في حالات اختيار أنف فانتازي أو شبه فانتازي)، يجب على الجرّاح تصغيرهما أو تغيير شكلهما. يتم هذا التعديل باستخدام مبرد جراحي أو مقص عظمي أو جهاز موجات فوق صوتية، حسب حالة المريض.
تقليل الغضروف
إذا كانت مشكلة الأنف ناتجة عن تضخم الغضروف، يقوم الجرّاح بإزالة الجزء الزائد باستخدام المقص أو المشرط الجراحي. تُعد هذه المرحلة حساسة للغاية، لأن إزالة كمية زائدة قد تُسبب تشوهًا في شكل الأنف.
تصحيحات إضافية
من التعديلات الأخرى التي يمكن إجراؤها أثناء عملية الأنف اللحمي: تصحيح خلل الصمام الأنفي الداخلي، تقصير أو إطالة طرف الأنف، تعديل دوران الطرف، تغيير زوايا القبة، وتضييق عرض الأنف باستخدام خيوط بين القبتين.
تقوية الحاجز الأنفي
في بعض الحالات، للحصول على نتائج أفضل، يجب تقوية عظم الحاجز الأنفي. هناك تقنيات متعددة لهذا الغرض، من بينها استخدام زرعات صناعية أو غضروف/أنسجة متوافقة. انحراف غضروف الحاجز الوسيط هو من المشاكل الشائعة في الأنوف اللحمية، ولتصحيحه يجب على الجرّاح قطع الغضروف وتعديل شكله.
الخياطة والتضميد
بعد الانتهاء من جميع التعديلات اللازمة، ينتقل الجرّاح إلى خياطة الشقوق، وعادةً ما تُستخدم خيوط قابلة للامتصاص. وللحفاظ على شكل الأنف، توضع جبائر على الجانبين وتُثبّت بالجبس الطبي. يتم إزالة هذه الجبائر والجبس عادةً بعد سبعة أيام من قبل الجرّاح.
ما هي مضاعفات عملية الأنف اللحمي؟
مثل أي عملية جراحية، قد تُسبب عملية الأنف اللحمي بعض الآثار الجانبية. الألم، الدوار، حرقة الأنف، التورم والكدمات تحت العين من أبرز المضاعفات. ومن المضاعفات الأخرى: التصاقات الأنف، انسداد مجرى الهواء، وعدم الحصول على النتائج المرجوة. اختيار جرّاح متخصص والالتزام بالتعليمات بعد العملية يقللان كثيرًا من هذه المخاطر.
قد تظهر أيضًا المضاعفات التالية، وإن كانت نادرة، لدى من خضعوا لعملية الأنف اللحمي:
العدوى
لمنع هذه المضاعفات، يُنصح ببدء تناول المضادات الحيوية قبل العملية ومتابعة استخدامها بعدها. وبفضل الأدوية الحديثة، فإن احتمال حدوث العدوى منخفض جدًا.
الورم الدموي في الحاجز الأنفي
هو كتلة حساسة قد تتكوّن في منطقة الحاجز الأنفي بعد الجراحة. يُعدّ من المضاعفات النادرة. ويشمل العلاج تصريف الورم وتناول المضادات الحيوية.
النزيف بعد العملية
يُعتبر النزيف أحد المضاعفات الشائعة بعد عملية تجميل الأنف اللحمي. يكون عادةً خفيفًا ويمكن السيطرة عليه باستخدام الأدوية.
تضرر القنوات الدمعية
غالبًا ما يحدث هذا بسبب التورم بعد الجراحة، ويزول تدريجيًا خلال بضعة أسابيع مع انخفاض التورم.
كيفية العناية بالأنف بعد العملية
تلعب الرعاية بعد عملية الأنف اللحمي دورًا كبيرًا في الحصول على النتائج المرجوة. قد يوصي الجرّاح في بعض الحالات بحقن الكورتيزون داخل الأنف لتحسين النتيجة، ويجب الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة.
عادةً ما يُوصي الجرّاحون المرضى باتباع الإرشادات التالية:
- عدم رفع الأشياء الثقيلة
- تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس
- تجنّب ممارسة الرياضة لمدة ثمانية أسابيع
- اتباع نظام غذائي صحي
- تناول الأدوية الموصوفة في الوقت المحدد
- الامتناع عن القيادة لمدة أسبوعين
- تجنّب السفر بالطائرة أو القطار
- عدم غسل الوجه حتى إزالة الجبيرة
- تجنّب استخدام مستحضرات التجميل
- استخدام كمادات باردة ثلاث مرات في اليوم لتقليل التورم
الأشخاص الذين لا يُنصح لهم بإجراء عملية الأنف اللحمي
مرضى اضطراب التشوّه الجسدي (BDD)
هو اضطراب نفسي يجعل الشخص غير راضٍ بشدة عن مظهره الخارجي، ويعتقد بوجود عيوب كبيرة، حتى وإن لم تكن موجودة. قد يؤدي هذا إلى الاكتئاب الشديد أو التفكير في الانتحار. العمليات التجميلية لا تساعد هذه الفئة بل قد تزيد من شعورهم بعدم الرضا.
انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم
انقطاع النفس الانسدادي لا يُعد مانعًا تامًا لإجراء عملية الأنف اللحمي، لكنه يزيد من خطر حدوث المضاعفات والحاجة إلى رعاية خاصة بعد العملية. إذا كنت تعاني من انسداد مجاري التنفس أثناء النوم، فعليك استشارة الجراح لإطلاعك على المخاطر المحتملة وما بعد الجراحة.
تعاطي الكوكايين
يؤدي استنشاق الكوكايين إلى انقباض شديد في الأوعية الدموية والتهاب بطانة الأنف. الأشخاص الذين يتعاطون الكوكايين يكونون أكثر عرضة لانهيار طرف الأنف والتهاب حاجز الأنف بعد الجراحة. لذلك يُنصح بتأجيل العملية حتى التوقف التام عن التعاطي.
اضطرابات تخثر الدم
اضطرابات تخثر الدم قد تزيد من احتمالية حدوث مضاعفات أثناء أو بعد العملية. إذا كنت تعاني من الهيموفيليا، أو من نزيف مفرط أو كدمات متكررة، فعليك إبلاغ الطبيب بذلك مسبقًا.
المرضى المصابون بالكيلويد
الكيلويد هو مرض نادر يستجيب فيه الجهاز المناعي بشكل مفرط للجروح والإصابات. في هذه الحالات، يزداد احتمال تكوّن الندبات والنسيج الزائد بشكل كبير، لذا يُنصح بتجنّب إجراء عملية تجميل الأنف.
نصائح لاختيار الجرّاح المناسب
اختيار جرّاح ماهر وذو خبرة له تأثير كبير على نتائج عملية تجميل الأنف اللحمي. اختيار التقنية المناسبة واتباع الأساليب التصحيحية الصحيحة يضمنان الحصول على الشكل المرغوب. أما إذا كان الجرّاح غير كفء، فقد لا تكون راضيًا عن النتيجة وقد تواجه مضاعفات مختلفة.
الدكتور بنيامين رحمتي، جرّاح واختصاصي أنف وأذن وحنجرة، يمتلك خبرة واسعة في مجال جراحات التجميل، خصوصًا تجميل الأنف اللحمي. يعمل الدكتور مع فريق محترف ومتمرس، وهو قادر على تشكيل الأنف بالشكل الذي ترغب به. لديه خبرة كبيرة في عمليات تجميل الوجه والأنف، وله مقالات علمية منشورة في مجلات طبية مرموقة في أمريكا، بريطانيا وسويسرا.
تُعدّ عملية تجميل الأنف اللحمي من أصعب وأكثر أنواع عمليات تجميل الأنف تعقيدًا. يتركّز هذا النوع من الجراحة على طرف الأنف، وتغييره يتطلّب خبرة ومهارة نظرًا لوجود نسيج رخوي في هذه المنطقة. لهذا السبب، يجب دائمًا مراجعة جرّاح أنف مختص عند التفكير في إجراء هذه العملية.
