عملية تجميل الأنف الطبيعي وكل ما يجب معرفته عنها
تُعد عملية تجميل الأنف الطبيعي من أكثر أنواع الجراحات التجميلية شيوعًا. تعرف على أحدث تقنياتها مع الدكتور بنيامين رحمتي.
تُعد عملية تجميل الأنف الطبيعي نوعًا من أنواع الرينوبلاستي، حيث يتم في هذا الإجراء تعديل شكل ووظيفة الأنف لتحقيق معايير الجمال المحددة. تشمل عملية الأنف الطبيعي تعديل الحاجز الأنفي، الجسر، وطرف الأنف.
تُعد من أكثر أنواع عمليات تجميل الأنف تعقيدًا، لأنها تهدف إلى تحسين المظهر الخارجي مع الحفاظ على وظيفة الأنف الطبيعية. يتم إجراؤها إما بالتقنية المفتوحة أو المغلقة حسب تقدير الجرّاح. لمزيد من المعلومات حول هذا النوع من الرينوبلاستي، تابع قراءة هذا المقال من موقع الدكتور بنيامين رحمتي.
ما هي عملية تجميل الأنف الطبيعي؟
تُعد عملية تجميل الأنف الطبيعي من أكثر العمليات التجميلية طلبًا. تشمل التعديلات الشائعة في هذا النوع من الجراحة: تعديل طرف الأنف، تصغير فتحات الأنف، إزالة الحدبة الظهرية، تضييق عرض الجسر العظمي، وتحسين الشكل العام للأنف.
في هذا النوع من الرينوبلاستي، لا يقوم الجرّاح بتحسين المظهر فقط، بل يعالج أيضًا المشكلات الوظيفية. يشمل ذلك علاج صعوبات التنفس، تضيق صمامات الأنف، مشاكل الجيوب الأنفية والصداع المزمن، إزالة اللحميات، وحتى تعديل الحنك لعلاج الشخير.
ولفهم التعديلات التي تُجرى في عملية الأنف الطبيعي، يجب أولًا التعرف على المعايير والمقاييس التي تحدد شكل الأنف الطبيعي
يقع الأنف في منتصف الوجه، ولهذا فإن حجمه وتناسقه مع باقي ملامح الوجه له تأثير كبير على الجمال العام. قام العلماء بتحليل وجوه أشخاص يُعتبرون جذابين من قبل عامة الناس، وحددوا مجموعة من المعايير والمقاييس الكمية التي تُميز الأنف الجميل والطبيعي، وهي تشمل:
إذا قسّمنا الوجه عموديًا إلى خمسة أجزاء متساوية، فيجب أن يكون عرض الأنف الجميل والطبيعي مساوٍ لجزء واحد من هذه الأجزاء. وإذا كان أكبر أو أصغر من ذلك، فسيبدو غير متناسق. كما يجب أن يقع الأنف في القسم الأوسط (الثالث) من الوجه.
وإذا قسّمنا الوجه أفقيًا إلى ثلاثة أجزاء متساوية، يجب أن يكون طول الأنف مساويًا لأحد هذه الأجزاء، وفي القسم الأوسط كذلك. وبشكل عام، يجب أن يتناسب شكل الأنف مع شكل الوجه؛ فعلى سبيل المثال، في الوجوه القلبية التي تضيق من الأعلى للأسفل، يجب أن يكون طرف الأنف أصغر من الجسر العلوي.
بعد تحديد القياسات ومكان الأنف، ننتقل إلى زوايا الأنف الطبيعي.
تختلف هذه الزوايا ضمن نطاق معين، وذلك لأن شكل الوجه يختلف من شخص لآخر. ويجب على الجرّاح تحديد الزوايا الدقيقة والمناسبة لوجهك باستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد.
زاوية الأنف مع الشفة العليا (في العرض الجانبي) تكون بين 95 إلى 115 درجة لدى النساء، وبين 90 إلى 95 درجة لدى الرجال
زاوية الأنف مع الجبهة (من الجانب) يجب أن تكون بين 115 إلى 130 درجة.
زاوية الذقن مع طرف الأنف يجب أن تتراوح بين 120 إلى 132 درجة.
من يمكنه إجراء عملية تجميل الأنف الطبيعي؟
بشكل عام، يكتمل نمو وتطور الأنف عند الذكور بين سن 16 إلى 18، وعند الإناث بين 14 إلى 16 سنة. لذلك، يُعد الأشخاص الذين تجاوزوا سن 18 مؤهلين لإجراء عملية تجميل الأنف الطبيعي لتحسين مظهرهم الجمالي.
ومع ذلك، هناك بعض الحالات الطبية الخاصة التي تُعد مانعًا لأي نوع من الجراحات، حيث تكون المضاعفات المحتملة أكبر من الفوائد. من أبرز هذه الحالات:
- الهيموفيليا
- مشاكل تجلط الدم
- الخضوع للعلاج الكيميائي
- تناول أدوية مميعة للدم
- وجود ميل لتكون الجدرة (الكيلويد) أو تندب مفرط في الجروح
عادةً ما تشمل عملية تجميل الأنف الطبيعي المراحل التالية:
التحضيرات قبل العملية
في عملية تجميل الأنف الطبيعي، يتم تقييم المشكلات الهيكلية والوظيفية لتحديد التعديلات اللازمة. في البداية، يستخدم الجرّاح أدوات قياس دقيقة لفحص الهيكل الخارجي للأنف، ثم ينتقل إلى الفحص الداخلي.
يشمل الفحص الداخلي تقييم فتحات الأنف، الصمامات، ووجود أي لحميات. ولزيادة الدقة، يطلب الجرّاح عادةً تصويرًا بالأشعة لمنطقة الأنف والوجه. بعد ذلك، يتم استخدام المسح الثلاثي الأبعاد لمحاكاة شكل أنف يتناسب مع ملامح وجهك.
في هذه المرحلة، يتشاور الطبيب معك لفهم توقعاتك ورغباتك حول شكل الأنف. بعد الموافقة على الشكل النهائي، يتم إعداد خطة الجراحة بالتفصيل.
الجراحة داخل غرفة العمليات
في يوم الجراحة، يتم فحص ضغط الدم والوظائف الحيوية قبل دخولك غرفة العمليات. يتم اختيار نوع التخدير حسب مدة العملية، حالتك الصحية، وتفضيلاتك أنت والطبيب. إذا كانت التعديلات بسيطة، يمكن استخدام التخدير الموضعي؛ أما في الحالات الأكثر تعقيدًا، يُفضّل التخدير العام.
بالإضافة إلى التخدير العام، يتم حقن مخدر موضعي في منطقة الأنف بالكامل. بعد التأكد من التخدير الكامل، يتم إجراء الشقوق المطلوبة. تُجرى هذه الجراحة إما بالتقنية المفتوحة أو المغلقة، حسب كمية التعديلات المطلوبة ومهارة الجرّاح. بعد الشقوق، يبدأ الطبيب في إجراء التعديلات البنيوية والجمالية.
التعديلات الشائعة في عملية تجميل الأنف الطبيعي:
تعديل الحاجز الأنفي والجسر
يُعد تعديل الحاجز الأنفي من أصعب وأهم مراحل تجميل الأنف الطبيعي. يتطلب هذا الجزء خبرة جراحية كبيرة، خصوصًا في الأنوف العظمية أو التي تحتوي على حدبة. في مثل هذه الحالات، يُستخدم عادةً الأسلوب المفتوح. يتم فتح جسر الأنف وإزالة الحدبة، ثم يُعاد تشكيل الجسر بما يتوافق مع النموذج الثلاثي الأبعاد.
تعديل طرف الأنف
بعد الحاجز الأنفي، يأتي دور تعديل طرف الأنف. في أغلب الحالات، يجب تصغير الطرف عن طريق إزالة الدهون والأنسجة الرخوة الزائدة. وفي الأنوف التي تعاني من تدلٍ في الطرف أو ما يُعرف بـ”الأنف البصلي”، يستخدم الجرّاح قطعة من الغضروف المُطعَّم لتثبيت ورفع الطرف. يُؤخذ هذا الغضروف غالبًا من الجزء الخلفي للأذن، وقد يفضل الطبيب في بعض الحالات استخدام غرسة سيليكون بدلاً من الغضروف.
تشمل المراحل الأخرى من عملية تجميل الأنف الطبيعي: تعديل حجم فتحات الأنف وقاعدة الأجنحة، إزالة اللحميات، تصحيح انحراف الحاجز الأنفي، ومعالجة أي مشاكل وظيفية.
بعد الانتهاء من التعديلات والوصول إلى الشكل المطلوب، يتم خياطة الشقوق. ثم يتم وضع جبيرة لدعم الحاجز، يليها جبس طبي خارجي. بعد ذلك تُنقل إلى غرفة الإفاقة. وبعد استيقاظك، يتم نقلك إلى غرفتك. وفي معظم الحالات، يُطلب منك البقاء ليلة واحدة في المستشفى.
العناية بعد عملية تجميل الأنف الطبيعي
تستغرق الكدمات والتورمات الأولية من 4 إلى 6 أسابيع لتختفي. أما النتائج النهائية للجراحة فتظهر تقريبًا بعد 12 شهرًا. وفي الأشخاص ذوي الأنف العظمي، قد يستمر التورم حتى 18 شهرًا.
في هذه الحالة، قد يستخدم الطبيب حقن الستيرويد للتحكم في التورم. من الطبيعي أن تشعر بالاحتقان أو انسداد الأنف في الأيام الأولى بعد العملية، وسيزول تدريجيًا.
أهم التعليمات التي يجب اتباعها بعد عملية تجميل الأنف الطبيعي:
- حافظ على رأسك مرفوعًا فوق مستوى القلب لمدة 6 أسابيع بعد العملية
- تجنب الاستحمام لمدة أسبوع
- راجع الجرّاح بعد أسبوع لإزالة الغرز وفحص الأنف
- تناول جميع الأدوية الموصوفة، بما في ذلك المضادات الحيوية والمسكنات، حسب التعليمات
- تجنب ممارسة التمارين أو الأنشطة البدنية الشديدة لمدة أسبوعين
- لا تستخدم السجائر أو الشيشة إلا بعد موافقة الجرّاح
- لا مانع من تنظيف الأنف بعد إزالة الغرز، ويفضل استخدام محلول ملحي معقّم
هل لعملية تجميل الأنف الطبيعي آثار جانبية؟
مثل أي عملية جراحية أخرى، قد يكون لعملية تجميل الأنف الطبيعي بعض الآثار الجانبية رغم فوائدها الكبيرة. من أبرز المضاعفات المحتملة:
مخاطر التخدير
تشمل أبرز مضاعفات التخدير ردود الفعل التحسسية الشديدة، مشاكل التنفس، وتكوّن الجلطات الدموية.
العدوى
ينخفض خطر الإصابة بعد الجراحة بشكل كبير عند استخدام المضادات الحيوية الموصوفة من الطبيب بالشكل الصحيح.
الورم الدموي
يوجد خطر للنزيف بعد عملية تجميل الأنف الطبيعي، وقد يكون التورم الشديد وتغيّر لون الجلد علامة على وجود ورم دموي.
فقدان حاسة الشم
في حالات نادرة جدًا، قد يفقد المريض حاسة الشم بشكل جزئي أو كلي بعد الجراحة.
عدم الرضا عن النتيجة
في بعض الحالات، لا يشعر المرضى بالرضا عن نتيجة عملية تجميل الأنف الطبيعي، وقد يقررون إجراء عملية ترميمية لاحقة.
جميع المضاعفات المذكورة أعلاه ترتبط بشكل مباشر بمهارة الفريق الجراحي. إذا لم يكن الجرّاح على دراية جيدة بتشريح الأنف، فقد يسبب ضررًا في وظيفة الأنف، حاسة الشم، سقف الفم أو حتى الأعصاب الوجهية الحساسة. ولهذا السبب، يُعد طبيب الأنف والأذن والحنجرة هو الأنسب لإجراء عملية تجميل الأنف الطبيعي.
الدكتور بنيامين رحمتي هو جرّاح ومتخصص في الأنف والأذن والحنجرة، وله خبرة واسعة في مجال العمليات التجميلية. يمكنك زيارة عيادته لحجز استشارة وتحديد موعد للعملية.
