ما نوع العملية التي تعتبر جراحة الشخير؟
قد تكون مررت بتجربة الاستيقاظ فجأة من نوم عميق بسبب صوت شخيرك. فالشخير هو صوت ناتج عن الحلق أثناء النوم. وللأسف، غالبًا ما يكون هذا الصوت عاليًا ومزعجًا للآخرين. إذا كنت تعاني من شخير مفرط يمنعك من النوم المريح ويزعج أفراد عائلتك، فمن الأفضل التفكير في علاج هذه المشكلة. تُعتبر عملية الشخير من أكثر العمليات شيوعًا وفعالية في الوقت الحاضر وتُجرى من قبل متخصصين محترفين.
ما هي أسباب الشخير؟
في بعض الحالات، يكون الشخير مؤقتًا ويحدث بسبب الزكام أو استخدام بعض الأدوية الخاصة. وغالبًا ما يزول هذا النوع من الشخير مع مرور الوقت. لكن في حالات أخرى، يحدث الشخير نتيجة انسداد في المجرى التنفسي، وهو أمر لا يمكن علاجه بسهولة.
يُعتبر الشخير الناتج عن انسداد المجاري التنفسية حالة مزمنة وشائعة بشكل خاص بين من هم فوق سن الأربعين. ووفقًا للإحصاءات، يُصاب الرجال بهذه المشكلة أكثر من النساء. وعندما يُسد المجرى التنفسي، تقل كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسم، ما يؤدي إلى انقطاع النفس والاستيقاظ المفاجئ أثناء النوم.
من الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات لا يصدر الدماغ أمرًا للاستيقاظ أثناء نوبة الشخير، مما قد يؤدي إلى اختناق الشخص أثناء النوم. ويُعد توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم السبب الرئيسي للشخير المزمن. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن من هذه المشكلة بشكل أكبر. إليك بعض الأسباب الرئيسية للشخير:
طرق علاج الشخير
إذا كنت من الأشخاص الذين لا ينامون جيدًا ويزعج شخيرهم أفراد الأسرة الآخرين، فعليك مراجعة طبيب متخصص. حيث يقوم هؤلاء الأطباء بفحص حالتك وتحديد نوع الشخير وسببه، ومن ثم اختيار أفضل طريقة للعلاج.
من خلال التشخيص الدقيق يمكن اختيار العلاج الأنسب. ولحسن الحظ، هناك العديد من الطرق لعلاج الشخير. وقد لا تكون الجراحة الخيار الأول دائمًا، لكنها تُعد الحل النهائي والأكثر فاعلية في حال فشل العلاجات الأخرى.
بشكل عام، هناك طريقتان رئيسيتان لعلاج الشخير: الجراحية وغير الجراحية. وتُفضل الطرق غير الجراحية من قبل معظم المرضى. ولكن في حال عدم فعالية هذه الطرق وعدم تحقيقها للتحسن المطلوب، قد ينصح الطبيب المتخصص بالخضوع لجراحة الشخير كحل نهائي. وسنشرح كل طريقة بالتفصيل في الأقسام التالية.
استخدام جهاز ضغط الهواء (CPAP)
إذا لم تكن مشكلة الشخير لدى المريض شديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام جهاز الضغط الهوائي المستمر (CPAP). يحتوي هذا الجهاز على قناع ينقل ضغط الهواء بشكل مستمر إلى مجرى التنفس، مما يساعد على إبقاء المجاري الهوائية مفتوحة أثناء النوم. وبهذا يتمكن المريض من التنفس الطبيعي دون شخير. تُعد هذه الطريقة واحدة من العلاجات غير الجراحية الفعالة.
حقن سنوروبلاستي
من الأسباب الشائعة للشخير هو ارتخاء سقف الحلق. فعندما يكون سقف الحلق طريًا أو مرتخيًا، يهتز أثناء النوم ويُصدر صوت الشخير. في هذه الحالة، يقوم الطبيب بحقن مادة خاصة تُسمى “مادة التصلب” (Sclerosing Agent) في سقف الحلق، مما يؤدي إلى تقويته بمرور الوقت. تظهر النتائج عادة بعد حوالي 8 أسابيع. ويُفضل إجراء هذا العلاج لدى طبيب متخصص ذو خبرة في هذا المجال.
جراحة الليزر للسان الصغير (اللهاة)
بالإضافة إلى العلاجات غير الجراحية المذكورة، يمكن للمريض الخضوع لجراحة الشخير. إذا لم تنجح الطرق غير الجراحية في حل المشكلة، يُفضل استشارة طبيب متخصص يمكنه إجراء جراحة بالليزر على الحنك الرخو لإزالة انسداد مجرى التنفس.
عادةً ما يُستخدم التخدير العام في هذه العملية، لكن فترة التعافي قصيرة ولا تتطلب البقاء في المستشفى. ومع تطور الطب والتكنولوجيا، أصبح بالإمكان إزالة جزء صغير من الحنك الرخو واللهاة باستخدام الليزر.
استئصال اللوزة الثالثة (الناميات)
كما ذكرنا سابقًا، في بعض الحالات تؤدي اللوزة الثالثة المتضخمة إلى انسداد مجرى التنفس. بعد فحص المريض، قد يرى طبيب الشخير أن استئصال اللوزة الثالثة هو الخيار الأنسب للعلاج.
في هذه الحالة، يقوم الجراح بإزالة اللوزة الثالثة لفتح المجرى الهوائي والتخلص من الانسداد الذي يسبب الشخير.
جراحة البيلار (Pillar)
تُعد جراحة البيلار من أبسط وأقل العمليات تدخلاً لعلاج الشخير، وتُجرى في العيادات الخارجية دون الحاجة إلى إقامة في المستشفى.
خلال هذا الإجراء، يضع الطبيب غرسة صغيرة في سقف الحلق (الحنك الرخو) تعمل على تقويته. مع مرور الوقت، تزداد صلابة الحنك الرخو ويختفي الشخير الليلي تمامًا.
عادةً ما يُفضل الأطباء استخدام العلاجات غير الجراحية أو الجراحات البسيطة، ولكن في حال فشل تلك العلاجات، تُعد الجراحة الخيار الأنسب والأكثر فاعلية.
استخدام جهاز الفم (Oral Appliance)
يُعتبر جهاز الفم أحد الحلول غير الجراحية لعلاج الشخير، وهو عبارة عن جهاز يُرتدى أثناء النوم يعمل على تحريك الفك السفلي واللسان لتوسيع مجرى التنفس.
يقوم هذا الجهاز بشد عضلات مجرى الهواء، مما يسمح بتدفق الهواء بسلاسة دون أي عوائق أثناء التنفس. يجب استخدام هذه الأجهزة تحت إشراف الطبيب المختص، وتتوفر منها أنواع متعددة حسب شدة الشخير. بشكل عام، يُنصح باستخدامها فقط بعد وصفها من قبل طبيب متخصص في هذا المجال.
جراحة الجزء الخلفي من الحلق (UPPP)
بالإضافة إلى جراحة الليزر البسيطة للسان الصغير، يحتاج بعض المرضى إلى جراحات أكثر تعقيدًا للحصول على تحسن كامل. تُعد جراحة الجزء الخلفي من الحلق واحدة من هذه الإجراءات المتقدمة والمتخصصة لعلاج الشخير.
يجب إجراء هذه الجراحة تحت إشراف جراح ماهر وباستخدام التخدير العام. غالبًا ما يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة يوم إلى يومين بعد العملية.
خلال الجراحة، يقوم الطبيب بإزالة جزء من الحلق الخلفي أو اللهاة لفتح مجرى التنفس بشكل كامل، مما يؤدي إلى اختفاء الشخير الليلي. في بعض الحالات، يمكن للطبيب أيضًا إزالة اللوزتين.
علاج الشخير باستخدام ليزر الإربيوم (Er:YAG)
من الطرق غير الجراحية الأخرى لعلاج الشخير استخدام ليزر الإربيوم ياج. لا يتطلب هذا العلاج أي تخدير ولا يسبب ألمًا أثناء أو بعد الجلسة. الخبر السار هو أنه إذا كان هذا العلاج فعالًا لحالتك، فقد تلاحظ تحسنًا بسيطًا بعد الجلسة الأولى مباشرة.
يُركز الطبيب خلال هذا العلاج الليزر على مناطق مثل اللوزتين، الحنك الرخو، قاعدة اللسان واللهاة. يتم تسخين هذه الأنسجة بلطف حتى تصل إلى درجة حرارة ٤٢ مئوية تقريبًا، مما يؤدي تدريجيًا إلى تقليل انسداد مجرى التنفس وتحسين جودة النوم.
للحصول على نتائج أفضل وأسرع من هذا العلاج، يُنصح المرضى بإنقاص الوزن، التوقف عن التدخين، تجنب الكحول قبل النوم، والامتناع عن تناول الأطعمة الثقيلة قبل النوم بساعتين على الأقل.
طرق جراحية أخرى لعلاج الشخير
بالإضافة إلى العمليات الجراحية المذكورة سابقًا، قد يلجأ الأطباء إلى خيارات جراحية أخرى في حال لم تنجح الطرق غير الجراحية في علاج الشخير، مثل:
التقييمات قبل جراحة الشخير
عادةً ما يقوم الطبيب المختص بإجراء تقييمات دقيقة قبل البدء بعملية جراحة الشخير. تتضمن هذه التقييمات إدخال منظار مرن إلى داخل الأنف والحلق لتحديد الموقع الدقيق للانسداد أثناء النوم.
يُعد التنظير أثناء النوم من أدوات التشخيص الأخرى المستخدمة، كما يمكن للطبيب استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أو طرق تصوير أخرى لتحديد موقع الانسداد بدقة.
إذا استعنت بفريق طبي متخصص وذو كفاءة، يمكنك التخلص من مشكلة الشخير بسرعة وفعالية. تُعتبر هذه التقييمات ما قبل الجراحة ضرورية ويجب عدم التهاون بها.
مراحل التعافي بعد جراحة الشخير
كما ذكرنا سابقًا، تُعد جراحة الشخير من أكثر الطرق فعالية لعلاج هذه المشكلة، وتُجرى عادة تحت التخدير العام، مما يعني أن المريض لا يشعر بشيء أثناء العملية.
بعد الجراحة، يُنصح المريض بالبقاء في المستشفى لمدة ليلة أو ليلتين ليكون تحت مراقبة الطبيب المختص. وبمرور الوقت واتباع تعليمات الطبيب، تظهر نتائج الجراحة بشكل واضح.
تُمكن الفحوصات بعد الجراحة الطبيب من التأكد من تعافي المريض ونجاح العملية.
تكلفة جراحة الشخير
مثلها مثل أي عملية جراحية أخرى، فإن جراحة الشخير قد تكون مكلفة. تعتمد التكلفة على نوع العملية، سبب الشخير، الطبيب المختص، وخدمات العيادة أو المستشفى.
من الأفضل استشارة طبيب مختص في الأنف والأذن والحنجرة أو طبيب نوم لتقييم حالتك بشكل دقيق. بعد الفحوصات اللازمة، سيقترح الطبيب أفضل نوع من الجراحة وسيوضح لك التكاليف المرتبطة بها.
تشمل أهم العوامل التي تؤثر على تكلفة الجراحة ما يلي:
فوائد جراحة الشخير
تساعد جراحة الشخير في تحسين جودة حياتك بشكل ملحوظ. لن تشعر بالنعاس أثناء النهار لأنك ستحصل على نوم ليلي مريح. كما أنها تعالج الأرق وتزيد من قدرتك على التركيز.
ومن الفوائد الأخرى لهذه الجراحة:
- تحسين الذاكرة
- تقلیل القلق
- تقليل التهيج والعصبية
- علاج الصداع الصباحي
- تحسين التركيز
- تقليل أعراض الاكتئاب
- حل المشاكل المتعلقة بالتركيز
- إصلاح المشاكل المتعلقة بالذاكرة
- علاج الصداع الصباحي
- التخلص من التهيج الشديد
- علاج الاكتئاب
- تخفيف القلق
دليل لاختيار أفضل جراح لجراحة الشخير
يُعتبر العلاج غير الجراحي أسهل وأبسط طريقة لعلاج الشخير، ولكن إذا لم تكن هذه الطرق فعالة، فإن الجراحة تكون الخيار الأنسب.
نظرًا لتعدد الخيارات الجراحية، يجب على المريض استشارة طبيب مختص يمكنه تشخيص الحالة بدقة واقتراح الطريقة المناسبة للعلاج.
عيادة الدكتور رحمتي تُعد من أفضل المراكز التي تقدم جراحات الشخير بجودة عالية مع الحرص على رضا المرضى.
